عاش أجدادي في تبليسي (كان جدي أرمنيًا من تبليسي، وكانت جدتي، يهودية من جهة والدتها، قد تم إجلاؤها إلى جورجيا من خاركوف في سن المراهقة وبقيت هناك). عندما كنتُ صغيرة، في الثمانينيات، كانوا يُرسلون لنا كل شتاء طردًا من جورجيا المشمسة إلى منزلنا في ضواحي موسكو. كان الطرد مليئًا بالعجائب: الباستورما، التشورتشخيلا، الكاكا المجفف، الكاكا الملكي، واليوسفي. كانت كل حبة كاكا ملكي ويوسفي ملفوفة بقطعة من الجرائد. في أحد الأيام، لاحظ أبي وصفة فطائر مولدوفية - فارزارة - على إحدى قصاصات الجرائد تلك. أصبحت تلك الوصفة عنصرًا أساسيًا في عائلتنا. مرت حوالي 40 عامًا منذ ذلك الحين. في العام الماضي، خلال روش هاشناه - أول روش هاشناه لنا في إسرائيل - كانت أمي تزورنا. كانت ابنتي قد بدأت للتو في روضة أطفال جديدة. لم تكن تتحدث العبرية بعد وكانت خجولة للغاية. استضافت الروضة احتفالًا وطلبت من الآباء إحضار طبق للعيد. أقنعتُ أمي بصنع فارزارة بالتفاح. لم تكن ترغب في ذلك حقًا، لكنني أصررت. في ذلك المساء، بعد الاحتفال، تلقيتُ رسالة على الواتساب من والدة إحدى الفتيات. أخبرتني أن ابنتها كانت سعيدة للغاية بـ "فطائر جدة زينيا" وتمنت لنا عيدًا سعيدًا. أدى شيء إلى آخر، ودعوتهم لتناول "الفطائر"، مما يمثل بداية صداقة رائعة - لكل من البالغين والفتيات. تأقلمت الفتيات مع روضة الأطفال معًا، وذهبن إلى المدرسة معًا، ودعمتا بعضهما البعض حتى خلال أول صافرة إنذار غارة جوية على الإطلاق. لقد كانتا لا ينفصلان منذ ذلك الحين، ودائمًا ما يكونان هناك من أجل بعضهما البعض.